الوضع المظلم
الأحد ٢١ / ديسمبر / ٢٠٢٥
Logo
  • الحكومة الانتقالية: انصياع للإملاءات الأمريكية وترويج لخريطة سوريا الجديدة

الحكومة الانتقالية: انصياع للإملاءات الأمريكية وترويج لخريطة سوريا الجديدة
خريطة سوريا

في خطوة تعكس التوجه العام للحكومة الانتقالية الساعية للامتثال الكامل للإملاءات الأمريكية وتلبية الرغبات الإسرائيلية، بدأت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بالترويج لـ "خريطة سوريا الجديدة" المستندة إلى الرؤية الإسرائيلية. 

حيث نشرت الوزارة، خلال تهنئتها للشعب السوري بإلغاء قانون قيصر في 19 كانون الأول، صورة لخريطة تتوافق مع الخرائط الإسرائيلية المحدثة. وقد بدأت المنشورات الرسمية للحكومة الانتقالية تتبنى هذه الخريطة بعد التوغلات الإسرائيلية التي جرت في عام 2025، حيث تم حذف الأجزاء التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا، وأعيد ترسيم الحدود "شرقًا" وفقًا لواقع السيطرة الفعلية على الأرض.

 

تتطابق هذه الخرائط، التي تتبناها وزارة الخارجية والمغتربين، مع الخرائط التي تستخدمها الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، مما يعكس تماهيًا بين الطرفين واعترافًا من دمشق بعملية "القضم الإسرائيلية" للأراضي السورية كعملية مقبولة.

ورغم أن المواطن العادي قد لا ينتبه لما يتم تداوله من خرائط في الوثائق ووسائل الإعلام، إلا أن الفحص الدقيق يكشف التلاعب الكبير بحدود الدولة السورية، ويبرز مستوى الاستسلام للتغيرات الفعلية التي أجراها الجيش الإسرائيلي. فقد زادت مساحة الأراضي السورية المحتلة في جنوب غرب البلاد بنسبة تفوق 25%، وأصبحت قمة جبل الشيخ وآلاف الدونمات من المزارع في محافظتي ريف دمشق والقنيطرة تحت السيطرة الإسرائيلية، بحيث لا يمكن لأي قوات سورية أو مواطنين الدخول إليها.

ومن وجهة نظر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يعبر هذا السلوك من قبل الحكومة السورية الانتقالية عن تآمر وتواطؤ واضح مع إسرائيل، مما يعزز من استحواذها على المزيد من الأراضي السورية. كما يكشف عن استسلام مُهين لمطالب تل أبيب بفرض واقع جديد على الأرض السورية، وهو أمر يتعارض مع المصلحة الوطنية السورية ويٌعتبر جرمًا وفقًا للدستور والقوانين السورية.

بناءً عليه، من الضروري التراجع عن هذه الإجراءات بشكل فوري. ويجب على الشعب السوري أن يكون واعيًا لما يُحاك ضده من قبل هذه السلطة الانتقالية، التي يبدو أنها مستعدة لفعل أي شيء، بما في ذلك الخيانة العظمى، من أجل البقاء في سدة الحكم.

المصدر: المرصد السوري

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!