-
الرئيس التركي يتعهد بمواصلة دعم الاستقرار في سوريا

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا وسوريا لن تتسامحا مع أي محاولات تهدف إلى إشعال الفوضى على الأراضي السورية، مؤكدًا أن القوى التي تتربص بالفوضى "ستخسر هذه المرة"، وأن الشعب السوري بمكوناته المختلفة من عرب، وكرد، وتركمان، وعلويين، وسنة، ومسيحيين، سينتصر في النهاية.
وأضاف أردوغان خلال لقائه الصحفيين في طريق عودته من زيارة إلى الصين، حيث شارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، أن تركيا تتمنى لسوريا أن تنعم بالسلام والرخاء الدائمين، مع الحفاظ على وحدتها وتماسكها، مشددًا على أن الاضطرابات الأخيرة أثبتت أن أي زعزعة في سوريا تؤثر بشكل مباشر على تركيا.
وأكد الرئيس التركي أن أنقرة لن تتخلى عن دعم سوريا، وأن من يحاول عرقلة مساعي إعادة بنائها "سيكون له ثمنه". وجدد التأكيد على أن الأخوة بين شعوب المنطقة، بما في ذلك الأكراد، هي خط أحمر لتركيا، حيث قال: "الأكراد إخوتنا وأخواتنا أينما وجدوا، ولا أحد قادر على فصلهم عن بعضهم، كما أن اللحم لا يستطيع أن يتجزأ عن العظم، والأخوة لن تتجزأ".
وأشار أردوغان إلى أن الحكمة والبصيرة يمكن أن تحل جميع المشكلات، لكن غياب النوايا الحسنة قد يجعل أصغر القضايا عقدًا معقدة، مؤكدًا أن تركيا ستواصل دعم استقرار سوريا والعمل على ترسيخ السلام فيها.
وفي إطار حديثه عن دعم تركيا للمساعي السلمية في سوريا، تطرق إلى تصريحات أدلى بها في 1 سبتمبر خلال قمة منظمة شنغهاي، حيث أعرب عن أمله أن تفتح الأبواب أمام مرحلة جديدة تتيح فرصًا تاريخية لإرساء السلام والاستقرار الإقليمي. وأكد أن تركيا تؤيد نهوض سوريا مع الحفاظ على وحدتها الترابية والسياسية، وأنها ستواصل الوقوف ضد أي محاولة تهدد أمن وسلامة الأراضي السورية.
تعاون تركي – سوري في مراحل متقدمة
شهدت العلاقات التركية السورية تسارعًا واضحًا، خاصة بعد سقوط نظام دمشق السابق، حيث بدأ التعاون يتجلى على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية. في 13 أغسطس الماضي، وقعت أنقرة ودمشق اتفاقية تعاون عسكري تضم برامج تدريبية مشتركة ومساعدات فنية، بالإضافة إلى دورات في مكافحة الإرهاب، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية. واعتبرت وزارة الدفاع السورية أن الاتفاق خطوة مهمة لتطوير قدرات الجيش السوري وفق معايير دولية، بهدف الحد من الفوضى التي أفرزتها الفصائل المسلحة خلال السنوات الماضية.
وفي الجانب الاقتصادي، أكد وزير التجارة التركي، عمر بولات، خلال زيارته دمشق في أبريل الماضي، أن تركيا تتطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي مع سوريا، على غرار النماذج الإقليمية الكبرى، مشددًا على أن العلاقات التاريخية بين البلدين ستساعد على بناء شراكات استثمارية وتجارية واسعة. وأوضح أن رجال الأعمال السوريين المقيمين في تركيا هم من اكتسبوا خبرات يمكن توظيفها في إعادة إعمار سوريا.
أما في قطاع الطاقة، فشهدت التطورات خطوة مهمة أيضًا؛ حيث أُعلن في أغسطس أن الغاز الطبيعي الأذربيجاني بدأ يتدفق إلى سوريا عبر تركيا، في إطار المرحلة الثانية من الدعم القطري لقطاع الطاقة في سوريا، مما يعكس التزام تركيا بالمساهمة في إعادة بناء قطاع الطاقة في سوريا ودعم جهود استقرارها.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!