-
طاقة بديلة تخفف أعباء انقطاع الخدمات في السويداء
على الرغم من التحديات الكبرى التي تواجهها محافظة السويداء، من انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه، شهدت شهر تشرين الأول الماضي حراكًا ملحوظًا من خلال مبادرات تعتمد على استخدام الطاقة الشمسية لتحسين خدمات المياه والكهرباء، بدعم وتمويل من أبناء الجاليات المغتربة والطائفة الدرزية.
في قرية تحولا بريف السويداء، تم تركيب منظومة طاقة شمسية تتكون من خليتين متحركتين تتابعان أشعة الشمس على محور بزاوية 180 درجة، بكلفة بلغت 16 ألف دولار قدمها مغتربو القرية. تساهم هذه المنظومة على استثمار مساحة 500 متر مربع في ضخ المياه من بئر عميق يبلغ عمقه 230 مترًا إلى خزان القرية، بغرض توزيع المياه على الأهالي وفق نظام منظم، وهو خطوة أولى نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة بشكل مستدام.
وفي قرية مفعلة الجبلية، أنجزت مؤسسة مدد للإغاثة والتنمية مشروعًا بتمويل من الجولان والجليل والكرمل لتركيب منظومة طاقة شمسية لمشروع حركة مياه، ما قضى على مشكلة وصول المياه التي كانت تعيقها الطرق الوعرة، حيث أصبح الاعتماد على الشمس مادة حياة لهذه المنطقة المهملة.
أما في مدينة السويداء، فقد تم تنفيذ مشروع ضخم برعاية شبابية وبدعم من مغتري المدينة، تمثل في تركيب 315 لوحًا شمسيًا في محطة الضخ الرابعة، وبذلك يُتوقع أن تُحل أزمة المياه في أحياء الجلاء والمشفى والكوم وكناكر، خلال الفترة القادمة.
وفي قرية مردك شمال السويداء، نجحت مبادرة أبناء قرية أبو سنان في شمال إسرائيل في إعادة تشغيل بئر المياه بعد سنوات من الانقطاعات، عبر تركيب منظومة شمسية متكاملة، مما أسهم في تلبية احتياجات السكان من المياه للشرب والزراعة، وهو دليل على الروابط العميقة بين أبناء الطائفة رغم المسافات والحدود.
لم تقتصر المبادرات على المياه، فمشروع آخر في مقسم أم ضبيب، نفذته مؤسسة مدد بتمويل من أهالي الجولان، أتاح عودة خدمة الهاتف والإنترنت لآلاف السكان في قرى أم ضبيب، نمرة، تيما، دوما وغيضة نمري، بعد انقطاع شبه كامل، بالتعاون مع شركة المهند للطاقة البديلة، مؤكداً على أن الوحدة والصمود يجعلان من المستحيل ممكنًا، وأن الأمل يتجدد عبر هذه المبادرات المستمرة التي تستهدف تلبية الاحتياجات الأساسية في المناطق ذات الظروف الصعبة.
المصدر: السويداء 24
