-
تقرير حقوقي موسع عن أحداث السويداء يوليو 2025: انتهاكات قانونية وجرائم دولية
يقدم هذا التقرير تحليلًا حقوقيًا شاملاً للأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال شهر يوليو 2025، مستندًا إلى أدلة مفتوحة المصدر وتقارير من منظمات دولية ووسائل إعلام موثوقة، ومقارنًا تلك الوقائع مع النصوص ذات الصلة في القانون الدولي الإنساني والقانون الجنائي الدولي.
المنهجية والمصادر
اعتمدنا على مواد مرئية verified من وكالات دولية (صور وفيديو)، إفادات وشهادات ميدانية منشورة، بالإضافة إلى بيانات الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية. من بين المصادر التي اعتمدنا عليها: توثيقات رويترز حول مشاهد إعدامات ميدانية، سجلات مستشفى السويداء التي أصدرتها هيومن رايتس ووتش، والتقارير الصحية من منظمة الصحة العالمية حول حالة المرافق الطبية، مع الإشارة إلى التباين في أرقام الضحايا بين المصادر وتحديد أسباب ذلك.
عرض الوقائع والأنماط
1. عمليات القتل على الهوية وإعدامات ميدانية
وثّقت وكالة رويترز 12 عملية إعدام نفذها مسلحون في ثلاثة مواقع داخل السويداء وخارجها، خلال يوليو، استهدفت مدنيين دروز عزل. وقد صُوّرت هذه العمليات من قبل القتلة أو مرافقين، وتبيّن أنها تتسم بإطلاق نار من قريب على الرأس، وسط حضور مسلحين بزي عسكري، وهو نمط يُظهر تنظيمًا منهجيًا يتجاوز حالات الاشتباك العابر.
2. الإذلال والتحريض الطائفي
أشارت تقارير أسوشييتد برس إلى وجود مشاهد إذلال لفظي وممارسات تنطوي على إذلال للكرامة، تشمل إهانة المحتجزين وتهديدهم باستخدام شتائم طائفية، وإجبارهم على أوضاع مهينة قبل تصفيتهم. وتُظهر الأدلة أن هذه الممارسات ليست حالات فردية، بل نمط متكرر.
3. الاعتداء على المرافق الصحية والكوادر الطبية
قالت منظمة الصحة العالمية إن المستشفى الوطني في السويداء بات غير قادر على تلبية احتياجات الحالات الطارئة، بسبب استنفاد إمكانياته، مع نقص في الكهرباء والمياه. وتُظهر مقاطع مصورة من رويترز أضرارًا واسعة في تجهيزات الإسعاف والجثث في محيط المستشفى، في ظل عجز الطواقم عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من الضحايا.
وتؤكد تقارير هيومن رايتس ووتش أن سجل الوفيات في المستشفى خلال 16–17 يوليو سجل 306 حالات وفاة، معظمها بسبب كسور نارية وشظايا، وهو مؤشر حاسم على عنف غير مسبوق وسرعة انتشار الأذى.
4. النهب والحرق المنهجي لممتلكات السكان
تشير تقارير واشنطن بوست والغارديان إلى عمليات إحراق واسعة للمساكن والأحياء السكنية، وعمليات نهب منظمة، وتخلّل ذلك ترك الجثث في العراء لفترات طويلة، مما فاقم الرعب وأدى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي بين السكان، وهو تصرف يوصف بأنه انتقامي ومنهجي.
5. دور سلطات الأمر الواقع والتعبئة القبلية
تمثّلت أجواء الدعم والتشجيع لعمليات الحشد قبل العملية من خلال التحليلات والتصريحات الرسمية، حيث أعرب مسؤولو نظام الأمر الواقع عن شكرهم للعشائر السنية المشاركة في التوجيه جنوبًا، قبل أن يدعو لاحقًا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، ما يوحي بتعبئة سياسية محسوبة.
6. الانسحاب، الهدن، والتحقيقات الرسمية
تم الإعلان عن هدنة وسحب وحدات الجيش، وإطلاق لجنة تحقيق، إلا أن مصادر حقوقية وأهلية لاحظت تذبذبًا في تنفيذ الهدن واستمرار الاعتداءات، مع مطالبات بتحقيق دولي مستقل وإحالة المسؤولين إلى العدالة الدولية.
الإطار القانوني والتوصيف الجرمي
يُصنّف العنف المنظم الذي حدث ضمن نزاع مسلح غير دولي (NIAC)، حيث يتقاتل فاعلون من سلطات الأمر الواقع وجماعات مسلحة منظمة، وهو ما يفعّل الالتزام بالمادة 3 المشتركة من اتفاقيات جنيف والعرف الدولي الإنساني.
