الوضع المظلم
السبت ١٣ / ديسمبر / ٢٠٢٥
Logo
  • جميل حسن: من ضابط مخابرات إلى أحد أبرز المطلوبين دولياً في جرائم الحرب

جميل حسن: من ضابط مخابرات إلى أحد أبرز المطلوبين دولياً في جرائم الحرب
مدير المخابرات الجوية السورية السابق جميل حسن

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن كلاً من سوريا وفرنسا طلبتا من لبنان اعتقال جميل حسن، المدير السابق للمخابرات الجوية السورية، والمتهم بارتكاب جرائم حرب، حيث يُعتقد أنه مهندس حملة العقاب الجماعي التي شنها نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في أعقاب احتجاجات عام 2011. يُعتقد أن حسن موجود حالياً في الأراضي اللبنانية.

أكد مسؤول فرنسي أن باريس ودمشق طالبتا بيروت باعتقال حسن، الذي أدين غيابياً في فرنسا لدوره في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو مطلوب أيضاً بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، فضلاً عن كونه مطارداً من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بتهم تتعلق باختطاف وتعذيب مواطنين أمريكيين. وأشار تقرير نشرته الصحيفة، إلى أن الحكومة اللبنانية لم تؤكد معلومات دقيقة حول مكان وجود حسن، الذي فر من سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024.

ترك جميل حسن إرثاً من الموت والتعذيب وراءه بعد هروبه من الثوار السوريين في العام الماضي، ويعمل ضحاياه السابقون الآن على تقديمه للعدالة. خلال 13 عاماً من الثورة والصراع،  شهدت ديكتاتورية بشار الأسد مستوى غير مسبوق من الوحشية، حيث اختفى عشرات الآلاف من المعارضين وسويت أحياء بأكملها بالأرض. بعد سقوط النظام، يُعتبر جميل حسن أحد أكثر منفذي أوامر الأسد شهرةً في عمليات الإجرام.

حسن، الذي تولى رئاسة المخابرات الجوية السورية، كان معروفاً بأنه المهندس الرئيسي لحملة العقاب الجماعي لنظام الأسد لقمع التمرد. شادي هارون، وهو شاب قاد الاحتجاجات في سوريا، قابل حسن وجهاً لوجه في عام 2011 بعد اعتقاله في مقر المخابرات الجوية بقاعدة المزة، حيث هدد حسن هارون بشكل صريح قائلاً: "سأستمر في القتل للحفاظ على بشار الأسد في السلطة… سأقتل نصف البلاد إذا لزم الأمر". ومع استمرار الاحتجاجات، وفى اللواء بتهديداته.

تحت قيادته، وافقت المخابرات الجوية على قصف الأحياء المدنية ولعبت دوراً في الهجمات الكيميائية، وعذّبت وأخفت الآلاف من السوريين. في اجتماعات سرية، أصر حسن على اتخاذ نهج أكثر صرامة، حيث قال: "أولئك الذين يشاركون في الاحتجاجات لم يعودوا محتجين، بل إرهابيين يجب إعدامهم".

في تصريحات إيجابية عن مذبحة ساحة تيانانمن في الصين عام 1989، ادعى حسن أن قتل المزيد من الأشخاص في البداية كان سيساعد في قمع التمرد السوري بشكل أسرع. يُعد جميل الحسن الآن واحداً من أكثر المطلوبين عالمياً، حيث حُكم عليه غيابياً بالسجن المؤبد في فرنسا وهو مطلوب بتهمة الجرائم ضد الإنسانية.

فر الحسن من سوريا مع سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، ويعتقد أنه مختبئ في لبنان حيث يعيد ضباط المخابرات السابقون بناء شبكاتهم. وبينما قدمت فرنسا وسوريا طلبات رسمية للاعتقال، تنفى الحكومة اللبنانية معرفتها بمكانه بدقة.

تعتبر مطاردة حسن واحدة من أولويات الحكومة السورية الجديدة في مواجهة إرث الحرب الأهلية. يقول عبد الباسط عبد اللطيف، رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية: "كل سوري – بمن فيهم أنا – سيكون سعيداً إذا أُلقي القبض عليه. يداه ملطخة بدماء سورية". ويصفه معاذ مصطفى، مدير لجنة الطوارئ السورية في واشنطن، بأنه "آيخمان هتلر الأسد".

وُلِد حسن عام 1953 في قرية قرب القصير على الحدود اللبنانية، وصعد في الجيش تحت حكم حافظ الأسد، وشارك في مذبحة حماة عام 1982 كضابط شاب. تولى رئاسة المخابرات الجوية عام 2009، وهو الجهاز الأكثر قسوة وسرية بين أجهزة الأمن السورية، وكان مسؤولاً عن أخطر الملفات، بما في ذلك برنامج الأسلحة الكيميائية.

مع بداية الثورة، اعتبر الحسن الاحتجاجات تهديداً وجودياً للنظام، وعقد اجتماعات مع رؤساء الأجهزة الأمنية الأخرى لوضع خطة قمع شاملة. من خلال استخدام القوة الغاشمة، حقق النظام في تنفيذ عملياته لقمع المتظاهرين والمعارضين، حيث وثق العديد من الناجين التعذيب الوحشي أثناء احتجازهم.

المصدر: INT

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!