الوضع المظلم
الإثنين ١٥ / ديسمبر / ٢٠٢٥
Logo
عاد لدراسة طب العيون: عائلة الأسد.. حياة فارهة في موسكو
عاد لدراسة طب العيون: عائلة الأسد.. حياة فارهة في موسكو

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن عائلة الأسد تعيش حياة فاخرة في روسيا، بينما يقوم بشار الأسد بتجديد دراسته في مجال طب العيون. وكشفت الصحيفة عن تفاصيل نادرة حول حياة أسرة الديكتاتور المنعزلة، مستندةً إلى معلومات من أصدقاء للعائلة ومصادر في روسيا وسوريا.

عُرف أن بشار الأسد، الذي يعتبر آخر زعيم من النظام البعثي في الشرق الأوسط، عاد إلى قاعات الدراسة لتلقي دروس في طب العيون. وقال أحد أصدقائه الذين لا يزالون على تواصل معه: "إنه يدرس اللغة الروسية وينعش معرفته بطب العيون من جديد. هذا هو شغفه، وهو بالطبع لا يحتاج إلى المال". وذكر أن نخبة موسكو الثرية قد تكون من بين زبائنه المستهدفين.

للأسف، تعيش عائلة الأسد حياة منعزلة وهادئة منذ عام على سقوط نظامها، ويرجح أنها تقيم في منطقة روبليوفكا الراقية في موسكو، المعروفة بتجمعها للنخبة والأثرياء. ومن المثير للاهتمام أن العائلة لا تعاني من شح المال، حيث تمكنت من نقل جزء كبير من ثروتها إلى روسيا بعيدًا عن العقوبات الغربية التي فُرضت عليها منذ عام 2011.

على الرغم من نمط العيش المريح، إلا أن عائلة الأسد تعاني من العزلة، فقد أفاد ناشطون بأن بشار لم يعد لديه التواصل مع الدوائر السورية والروسية التي كان مرتبطًا بها من قبل. وقد ترك هروب بشار المفاجئ أتباعه يشعرون بأنهم تُركوا لمصيرهم، في حين يمنعهم المشرفون الروس من التواصل مع كبار مسؤولي النظام السابق.

وقال مصدر مقرب من الكرملين إن الأسد أصبح "غير ذي صلة" بالنسبة للنخبة السياسية الروسية. ويفصح أحد أصدقاء ماهر الأسد، شقيق بشار، أن الأخير كان يتصل بشقيقه منذ أيام لكنه لم يتلقَ ردًا، وأن بشار لم يكن يهتم إلا بنفسه.

في الأشهر الأولى لفرار عائلة الأسد، كان هناك قلق كبير بينهم بشأن كيفية مغادرة سوريا، حيث التقت العائلة في موسكو لدعم أسماء الأسد، التي كانت تعاني من سرطان الدم. ويُشاع أن حالتها الصحية قد تحسنت بفضل علاج تجريبي تحت إشراف الأجهزة الأمنية الروسية.

ومع تحسن حالة أسماء، أصبحت عائلة الأسد أكثر حرصًا على عرض روايتها للأحداث، حيث ينظم بشار مقابلات إعلامية مع جهات روسية وأمريكية. وفيما يتعلق بحياتهم اليومية، يبدو أنهم يحاولون التأقلم مع حياتهم الجديدة بدون السلطة، حيث لا تتجاوز تواصلهم مع عدد قليل من الأشخاص السابقين المحيطين بهم.

في حدث نادر، ظهرت عائلة الأسد في حفل تخرج ابنتهم زين في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، حيث نالت شهادة في العلاقات الدولية. وقد ذكرت مصادر أن العائلة كانت متحفظة خلال الحفل، ولم تبقَ طويلاً ولم تلتقط صورًا مع زين كما فعلت العائلات الأخرى.

بينما حافظ على بعده عن الأضواء، يبدو أن حافظ الأسد، الذي كان يُعتَبر خليفة محتملاً لبشار، قد أوقف نشاطاته العامة. وقد بلغ الأمر به إلى إغلاق معظم حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي وفتح حسابات جديدة بأسماء مستعارة.

وتظهر البيانات المسربة أن زين الأسد تتسوق بانتظام لاقتناء ملابس فاخرة، بينما تقضي العائلة جزءاً كبيراً من وقتها في التسوق وتزيين منزلها في موسكو بالسلع الفاخرة. كما توضح سجلات الطيران أن أبناء الأسد يزورون الإمارات العربية المتحدة بشكل متكرر، إلا أن عائلتهم تواجه تحديات في التكيف مع بيئتها الجديدة، مما دفعها إلى إدراك صعوبة الانتقال دائمًا في القريب.

باختصار، تعيش عائلة الأسد حياة معقدة تجمع بين الفخامة والعزلة، في ظل تغيرات جذرية غيرت وضعيتهم من عائلة حاكمة إلى أفراد يتطلبون إعادة تشكيل هويتهم في العالم الحديث.

المصدر: الغارديان

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!