-
تقرير لـ النهار.. 74 حالة خطف لنساء وفتيات في سوريا

منذ اختفاء جهينة شعبان عبد الكريم وابنتها سيلينا محمود النقري في حي الغوطة بمدينة حمص، تتواصل عائلة الضحيتين مع حالة من القلق والضياع، وسط غموض محاط بأحاديث وتهديدات وتجاهل رسمي. تتشابك قصص الاختفاء مع آلاف الحالات الموثقة والمجهولة، في مشهد يعكس انتهاك حقوق النساء والأطفال في ظل أهداف متعددة، يصعب معها تبيّن الحقائق أو وضع حد للتفشّي المروع.
لا تزال عائلة جهينة شعبان عبد الكريم تبحث بقلب مكسور عن ابنتها، التي اختفت منذ آخر محطة لها، حين تلقت رسالة تنبيها بوجود مبلغ مالي يمكنها سحبه، قبل أن تنقطع أخبارها بشكل مفاجئ. وفق شهادات المقربين، كانت تحاول سحب المبلغ، قبل أن تتوقف فجأة، معلنة دخولها في غياهب الغموض. وتكررت هنا وخالاتها، تداخُل التهديدات والمكالمات المشبوهة، التي يدعي أصحابها امتلاك معلومات، لكن دون أدلة واضحة، فيما وقع بعض أفراد العائلة ضحايا للاحتيال والاستغلال.
أما في إطار الظاهرة الأوسع، فقد وثّقت لجنة حقوقية 74 حالة خطف لنساء وفتيات على امتداد الساحل السوري، من بينهن 41 عادت إلى ديارها حتى الآن، في حين يبقى البعض في مصير مجهول، تحت تهديدات بالتصنيفات أو التهديد بالقتل، مع غياب التواطؤ النهائي من الجهات الأمنية، وتصاعد المخاوف من عصابات تنشط في تجارة البشر والزواج القسري.
تتنوع الحالات بين من عادت برضا، كالقريبة أمل التي أفرج عنها بعد فدية، وأخريات يعانين إصابات أو ظروف صحية حرجة. وتبرز قصص القاصرات، مثل "مهى" ذات الستة عشرة ربيعاً، التي زُوّجت قسراً، في صورة من الانتهاكات الصارخة للقوانين والأعراف، حيث تعرضت لتهديدات وابتزاز، وتغيرت مصائرهن باختطاف وتزويج من لا يرغبن، وسط غموض التحركات خلف الكواليس واتهامات متبادلة بين الأطراف.
وفي ظل التداخل بين القصص العالية الدلالة، والتشكيك في الروايات الرسمية، تشهد المناطق الخاضعة للسلطة الأمنية والميليشيات، حالات مخطوفات، وتُقصى أصوات العائلات بمطالب واضحة، إلا أنه يغيب عنها الدعم الحقيقي، بينما تزداد المخاطر على حياة من يصرّ على المطالبة بالحق.
وفي جانب آخر، تتكشف مؤامرات تتعلق بالموت والإتجار، إذ هناك تقارير دولية وتحقيقات تلمّح إلى استغلال حالات الاختطاف في عمليات الاتجار بالأعضاء أو التصفية السياسية، مع وجود تواطؤ بين بعض الجهات الأمنية والجماعات المسلحة، ما يفاقم مأساوية الوضع ويشدد على ضرورة التدخل الدولي والتحرك العاجل.
بقاء مصائر النساء والأطفال معلقة في غياهب الظلام، وسط تزايد التهديدات والمخاطر، يلقي الضوء على غياب العدالة، وتقصير الجهات الرسمية، واستمرار العنف الذي يطال الأبرياء، في وقت يظل فيه صوت العائلات المكلومة هو الأمل الوحيد في كشف الحقيقة. فمن يرفع الصوت علناً، وما المصير الذي ينتظر من يتجرأ على المطالبة بحقوقهم في بلد يعاني من الانقسامات والمعاناة؟
المصدر: النهار
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!