الوضع المظلم
الثلاثاء ١٧ / يونيو / ٢٠٢٥
Logo
  • استدعاء صحفيين وناشطين للتحقيق بعد شكوى من شخصية محسوبة على النظام البائد

استدعاء صحفيين وناشطين للتحقيق بعد شكوى من شخصية محسوبة على النظام البائد
استدعاء صحفيين وناشطين للتحقيق بعد شكوى من شخصية محسوبة على النظام البائد

قام قسم شرطة الحميدية في محافظة حمص بإرسال عدة استدعاءات عبر تطبيق واتساب، استهدفت عددًا من النشطاء والإعلاميين الثوريين، وذلك بعد تلقيه شكوى من شخصية موالية لنظام الأسد كانت تنشط مؤخرًا في حي حمص بغطاء العمل التطوعي.

وفي التفاصيل، تم استدعاء 12 ناشطًا إعلاميًا وصحفيًا ليلة الأحد 15 يونيو، بعد انتقادات وجهت لمدعوة تدعى "هبة صبوح" من خلال مجموعة سرية للنشطاء في حمص، حيث تم التركيز على ماضيها التشبيحي ونشاطاتها المرتبطة بجهات موالية للنظام. وقد أثارت هذه الاستدعاءات صدمة واسعة بين المجتمعين الإعلامي والمدني، خاصة بعد تسريب محادثاتهم التي أظهرت أن الانتقادات لم تكن موجهة لها شخصيًا، بل جاءت نتيجة لمشاركتها في رعاية تجمع جماهيري في ساحة الساعة بحمص.

 

"صبوح"، التي تعمل كمديرة لفرق تطوعية كانت نشطة في عهد نظام الأسد، معروفة بولائها المطلق له، وقربها من رؤساء الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وسجّل اسمها ضمن شبكات النفوذ والفساد، وهي تتورط في عمليات سرقة ممنهجة واستغلال غير شرعي للمساعدات الإغاثية، بما يخدم مصالحها الشخصية وشبكاتها المصغرة.

وتكشف شهادات متطابقة من نشطاء حمص عن علاقات متشابكة بينها وبين ضباط أجهزة الأمن، خاصة اللواء حسام لوقا، العميد أديب سليمان، والعميد سامر خطاب، والعميد محسن ساعود، حيث كانت تتردد على مكاتبهم، وتُعرف بنفوذها الذي تجاوز حدود التنسيق ليشمل التهديدات والاستغلال والابتزاز، وسط تأكيدات على تأثيرها المباشر في دوائر القرار الأمني.

وفي جانب الاستثمار، شاركت "صبوح" في مشاريع خاصة، بينها شراكة مع مهندس من مصياف يُدعى علي الحسن في مركز تجميل، رغم الشكوك حول مصادر أموالها وأوجه الاستفادة منها، خاصة وأن الشريك يعمل في بلدية محلية، مما يثير تساؤلات عن تبادل المنافع واستغلال النفوذ.

على صعيد الدعم، ادّعت "هبة" أنها تقف إلى جانب الثورة السورية بعد اندلاعها، لكنها كانت قريبة من "أسماء الأسد" وجمعياتها الفاسدة، وشوهدت مرارًا وهي تقدم المساعدات لأسر عناصر النظام المقتولين، في خطوة اعتبرها ناشطون خيانة واضحة لدماء الشهداء، ومحاولة لتبييض صورة قتلة المدنيين عبر واجهة إنسانية زائفة.

أما في حياتها الأكاديمية، فلوائح زملائها وأساتذة كلية الآداب في قسم اللغة الإنجليزية تؤكد أن علاقاتها الخاصة مع بعض أعضاء الهيئة التدريسية ساعدتها على التفوق والحصول على الامتيازات بلا تميز علمي حقيقي.

 

هذه الشخصية، "هبة صبوح"، تُعبر بشكل صارخ عن وجود اختراق في بيئة العمل المدني من قبل شخصيات ذات خلفيات أمنية وارتباطات مشبوهة، تستخدم الشعارات الإنسانية لتلميع صورتها واستغلال النفوذ، الأمر الذي يفرض ضرورة التحقيق في مصادر تمويلها وارتباطاتها، كحق مشروع للرأي العام، وخطوة ضرورية لكشف شبكات الفساد التي لا تزال تمارس ابتزاز الثورة من داخلها.

وبعد انهيار نظام الأسد، تحوّل بعض الشبيحة السابقين إلى تقديم شكاوى كيدية ضد الثوار وأسر الشهداء، محولين أدوات القمع والابتزاز إلى أدوات قانونية واجتماعية، في محاولة لقمع أصوات الثورة وطمس تضحياتها. هذه الظاهرة، حيث يرتدي الجلاد ثوب المدعي، تمثل خطراً حقيقياً يهدد ذاكرتنا الجماعية، ويستلزم تفعيل قوانين العزل السياسي، وتعزيز استقلال القضاء، وتوثيق الذاكرة الثورية لمنع تزوير الحقائق وتزييف التاريخ.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!