الوضع المظلم
الإثنين ٠٤ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • ارتفاع الأسعار في غزة ونهب الفصائل المسلحة للمساعدات: المدنيون يدفعون الثمن

ارتفاع الأسعار في غزة ونهب الفصائل المسلحة للمساعدات: المدنيون يدفعون الثمن
ارتفاع الأسعار في غزة ونهب الفصائل المسلحة للمساعدات: المدنيون يدفعون الثمن

رغم دخول المساعدات الغذائية والإنسانية يومياً إلى قطاع غزة، ورغم تقارير تشير إلى امتلاء المخازن بالسلع الأساسية، إلا أن أسعار المواد الغذائية الأساسية تشهد ارتفاعاً غير مسبوق، ما يفاقم معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية منذ شهور.

وراء هذا التناقض الصارخ بين وفرة المساعدات وارتفاع الأسعار، تكمن أزمة أعمق وأكثر إيلاماً، تتمثل في استيلاء بعض الفصائل المسلحة على هذه المساعدات وتوزيعها وفق مصالحها، بما يضمن لها البقاء والسيطرة، على حساب احتياجات المدنيين المحاصرين. هذه الفصائل، التي من المفترض أن تمثل أبناء الشعب وتدافع عن حقوقهم، باتت تمارس نوعاً من الابتزاز الداخلي، حيث تتحكم بتدفق الغذاء والمساعدات وتمنحها لمن تراه موالياً لها أو تابعاً.

تتزايد التقارير التي تؤكد انتشار أعمال السرقة وسوء توزيع المساعدات، في ظل غياب آليات رقابة فعالة ومساءلة واضحة للقيادات المسيطرة. والنتيجة أن مئات الآلاف من السكان يعانون الجوع، بينما تذهب المساعدات لمن لا يحتاجونها أو تُباع بأسعار مضاعفة في السوق السوداء، في مشهد يعكس انهياراً أخلاقياً عميقاً لدى من يتصدرون المشهد السياسي والعسكري في غزة.

إن ما يجري ليس فقط أزمة إنسانية بل أيضاً فضيحة أخلاقية، فبدلاً من أن تُستخدم المساعدات لتخفيف المعاناة، تحولت إلى أداة للهيمنة والفساد. وبينما يستمر هذا النهب المنظم، تبقى أصوات الفقراء والمحتاجين خافتة، وسط صمت دولي وعجز داخلي عن فرض العدالة وتوفير أدنى مقومات الحياة الكريمة. فغزة اليوم لا تحتاج فقط إلى الغذاء، بل إلى ضمير حيّ ومسؤولية حقيقية تضع حياة الإنسان قبل كل اعتبار.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!