الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • انتقادات متصاعدة في الضفة الغربية لدعوات حماس للتظاهر دعماً لغزة

انتقادات متصاعدة في الضفة الغربية لدعوات حماس للتظاهر دعماً لغزة
غزة

تواجه حركة حماس موجة من الانتقادات في الضفة الغربية، إثر دعوتها المواطنين للمشاركة في احتجاجات شعبية دعماً لقطاع غزة، في ظل الحرب المستمرة والدمار المتفاقم هناك. وتأتي هذه الانتقادات من مواطنين وناشطين ومصادر مقربة من السلطة الفلسطينية، الذين يعبرون عن استياء متزايد من الخطاب الذي تتبناه حماس، متهمين إياها بالمسؤولية المباشرة عن ما آلت إليه الأوضاع في القطاع.

ويُعبّر كثيرون في الضفة الغربية عن تساؤلات حول "السلطة الأخلاقية" لحماس في دعوة الشارع للتحرك. ففي رأيهم، كانت قرارات الحركة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة تصعيدها العسكري الأخير، السبب المباشر في تعريض غزة للدمار وسكانها للمآسي، من دون رؤية سياسية واضحة أو مكاسب ملموسة. ويشعر العديد من الفلسطينيين في الضفة بأن الحركة تنأى بنفسها عن المسؤولية، ثم تطالب الآخرين بدعمها وتأييدها.

أحد المنتقدين عبّر عن هذا الغضب بقوله: "حماس تسببت في كل هذا الدمار في غزة، والآن يريدون منّا أن نخرج ونحتج من أجلهم؟ ماذا قدموا للضفة؟ بل ماذا قدموا حتى لأبناء غزة أنفسهم؟" هذا التساؤل يعكس حالة من الانفصال بين رؤية حماس ورؤية الشارع في الضفة، الذي يعيش واقعاً مختلفاً من الاحتلال والتضييق، ويرى أن الأولوية يجب أن تكون لتخفيف المعاناة عن الشعب لا استغلالها لمكاسب سياسية.

ويشير مراقبون إلى أن هذه الانتقادات تكشف عن شرخ عميق في النسيج السياسي الفلسطيني، وتؤكد أن خطاب الوحدة لا يمكن أن يُفرض عبر الشعارات، بل يتطلب مراجعة صادقة للمواقف والسياسات. وبينما يعاني الفلسطينيون في غزة من ويلات الحرب، يتطلب التضامن الحقيقي أن يكون مبنياً على المسؤولية المشتركة، لا على تحميل الناس أعباء أخطاء لم يرتكبوها.

إن الشارع الفلسطيني، في الضفة وغزة، لا يحتاج فقط إلى دعوات للتظاهر، بل إلى قيادة موحدة، شفافة، ومسؤولة تعبر فعلاً عن همومه ومطالبه.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!