الوضع المظلم
الأربعاء ٠٣ / سبتمبر / ٢٠٢٥
Logo
حرب الذئاب بعد خطاب خامنئي الأخير
حسن محمودي

شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في التوترات الداخلية في قمة النظام الإيراني، خاصة بعد خطاب الزعيم الأعلى علي خامنئي الذي أثار موجة من الانقسامات والصراعات بين الجهات القيادية. يأتي هذا التقرير ليسلط الضوء على "حرب الذئاب" الدائرة بين قادة النظام، مستنداً إلى تقارير إعلامية متفرقة، مع الإشارة إلى تظاهرات الإيرانيين المقررة في 6 سبتمبر 2025 في بروكسل لدعم الحرية ومواجهة القمع.

التطورات الأخيرة

في خطاب له يوم 3 سبتمبر، أشار رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إلى أن "من يتحدث عن عدم كفاية الرئيس أو يصدر بيانات كاذبة تُضر بوحدة الكلمة يلعب في ملعب العدو". وأضاف أن البيانات الصادرة عن مجموعات تشكل خطراً أكبر من آراء الأفراد بسبب تأثيرها على التماسك الوطني، مما يعكس محاولة لفرض سيطرة داخلية وسط الانقسامات.

من جهة أخرى، أعرب رئيس القضاء غلامحسين محسنی أجئي، في تصريحات أدلى بها لـ"مشرق" يوم 3 سبتمبر، عن تقديره لمن دانوا البيان المذكور بدلائل قاطعة، متمنياً على من أصدره "سواءً عن غفلة أو دوافع خاصة" العودة عن خطئه. وأكد أن "مدعي عام طهران سينفذ واجبه القانوني"، مما يشير إلى احتمال مواجهة قضائية.

ردود الفعل المعارضة

انتقدت عزيزة منصوري، رئيسة جبهة الإصلاحات، في تصريحات لـ"بولتن نيوز" يوم 4 سبتمبر، النهج القضائي، معتبرة أن "التصدي القضائي للرأي والنقد والمقترحات يكشف عن أزمة في الاستماع!". في مقابلة مع "سرپوش" يوم 3 سبتمبر، دافعت عن البيان، موضحة أن 34 من 36 عضواً حضروا التصويت وافقوا على الكليات، بينما وافق 38 من 39 على النص. وأشارت إلى أن حزب واحد فقط عارض وأعلن موقفه، بينما تصدى الأعضاء الآخرون للشائعات بدعم البيان رسمياً، معتبرة أن الهجمات المستمرة تثبت أهمية الجبهة.

في سياق آخر، سألت منصوري في مقابلة أخرى لـ"سرپوش": "إذا كانت جبهة الإصلاحات عديمة الأهمية، فلماذا يُنفق كل هذا الوقت والجهد لمهاجمتها، وذلك في خطب الجمعة التي كان من المفترض أن تكون رمزاً لوحدة الكثرة؟". وأضافت أن اتهام تيار سياسي وقف شجاعةً أمام العدو في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً بالخيانة يعكس تجاهلاً للمصالح الوطنية، مطالبةً بمسؤولية الأئمة في منع الحرب وتفعيل آلية "الماشة". وسألت: "إذا كانت المفاوضات رديئة، فما هو الحل لمنع العقوبات؟ هل لا تزالون تعتبرونها 'ورقاً ممزقاً'؟".

التحليلات والمواقف

نشرت "فرهيختان" يوم 3 سبتمبر تحليلاً يتهم الخدمات الاستخباراتية الأجنبية بالتأثير على الطبقة السياسية عبر تحليلات مضللة، معتبرة أن بيان جبهة الإصلاحات امتداداً لمسار "النفوذ والنفاق" منذ الثورة. في المقابل، قال حسين نوراني نجاد، قائم مقام حزب الاتحاد الشعبي وأحد أعضاء الجبهة، لـ"ديدار" يوم 3 سبتمبر، إن "سكوت الأصوات غير مجدٍ، ويجب أن تتم الإصلاحات ضمن النظام لتجنب انفجار خارج عن السيطرة"، داعياً إلى حلول عملية.

أما "آرمان ملي" في 4 سبتمبر، فقد نقل عن محسن آرمین أن الهجمات المنظمة على الجبهة تعكس خوفاً من إمكانية الإصلاحات الجوهرية، مشيراً إلى دعم واسع من المعارضين خارج البلاد إلى المتشددين داخلياً.

بعد خطاب خامنئي، هاجم أيجئي جبهة الإصلاحات تلميحاً، مؤكداً تدخل المدعي العام، بينما وصف قاليباف اليوم في البرلمان الجلسات الأولى بعد العطلة الصيفية الجبهة بأنها تلعب في ملعب العدو، معتبراً البيانات الجماعية أخطر. في المقابل، ردت منصوري على تهديدات أيجئي بأن "التصدي القضائي يكشف أزمة الاستماع"، مدافعة عن البيان في مقابلة مع "جماران". ومع استمرار الجبهة في الدفاع عن مواقفها رغم تهديدات خامنئي وأيجئي، تزداد "حرب الذئاب" في رأس النظام، مما يشير إلى نفاد خيارات الزعيم الأعلى، مع الإشارة إلى تظاهرات الإيرانيين المقررة في 6 سبتمبر 2025 في بروكسل لدعم الحرية ومواجهة القمع.
 

بقلم: حسن محمودي 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!