-
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقرير حول السويداء
رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لا يزال ساريًا إلى حد كبير، إلا أن تصاعد الاشتباكات المتفرقة وتقارير الانتهاكات، بما في ذلك عمليات القتل والخطف والهجمات على المدنيين، تبرز هشاشة الوضع الأمني في المنطقة. حتى 19 أغسطس، أفاد فريق عمل الأمم المتحدة الخاص بالنازحين الداخليين بأن نحو 184 ألف شخص نزحوا من السويداء، حيث لا تزال نسبة 63% منهم داخل المحافظة، فيما استقر الباقون في درعا وريف دمشق. من بين النازحين، عاد حوالي 13,800 شخص إلى بلداتهم، منهم 83% ممن عادوا من درعا و17% من السويداء.
أما على صعيد الاحتياجات الإنسانية، فتتصدر أزمة المأوى والمواد غير الغذائية، مثل الفرش، البطانيات، وأدوات المطبخ، قائمة الأولويات، إلى جانب توفير مياه نظيفة ومرافق صرف صحي، فضلاً عن الخدمات الصحية، خاصة في المناطق ذات البنية التحتية الصحية الضعيفة أو المنهكة. ولا تزال قضية الأمن الغذائي تشكل مصدر قلق كبير للمجتمعات المتضررة، إذ لم تستقر بعد حاجاتهم الأساسية.
وتشير التقارير إلى أن الخدمات الأساسية في السويداء لا تزال معطلة بشكل كبير، وهو ما يعقد عملية التعافي وإعادة الحياة الطبيعية. وفي هذا السياق، بدأ المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، بعثة مشتركة إلى المنطقة، حيث التقى بالمجتمعات المحلية والسلطات، لتقييم الاحتياجات العاجلة في قطاعات الصحة والمياه والطاقة والتعليم.
وعلى مدى الفترة بين 20 يوليو و21 أغسطس، وصلت إلى السويداء 14 قافلة إنسانية، قدمت مساعدات حيوية لأكثر من 314 ألف متضرر، شملت الغذاء والإمدادات الطبية والمواد المنزلية الأساسية. على الصعيد الوطني، يعمل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) على تعزيز التعاون مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من التنسيق مع السلطات المحلية والهيئات الحكومية لضمان وصول المساعدات وتوفير الموارد اللازمة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، تظل الفجوات في الاستجابة الإنسانية واسعة، حيث تتطلب الاحتياجات المتزايدة تمويلاً ودعمًا دوليًا أكبر لضمان استمرار وتوسيع نطاق المساعدات المنقذة للحياة، وتلبية ما تبقى من احتياجات المتضررين في المنطقة.
