-
هل يكون مناف طلاس الخيار الأمثل لمستقبل سوريا؟
-
قراءة في مسيرة ومطالب شخصية ذات تأثير

على خلفية التصعيد الأخير في التوتر بين حكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، توجه وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى تركيا اليوم لعقد لقاء مع نظيره التركي، هاكان فيدان. تناول الاجتماع العديد من القضايا الهامة، إلا أن الأنباء المتداولة تشير إلى أن أحد أبرز الملفات التي طُرحت هو ضغوط أنقرة لتعيين العميد مناف طلاس وزيراً للدفاع في سوريا.
لطالما أثارت شخصية مناف طلاس الكثير من النقاش حول مستقبل سوريا، خاصة بعد ثلاثة عقود من العمل في عهد الأسد، وتاريخه الذي يتداخل بين العلاقات العائلية، والنفوذ السياسي، والمهنية العسكرية. في سنوات سابقة، كانت بيني وبين مصطفى طلاس، والد مناف، علاقة عميقة؛ فقد قابلت مصطفى شخصيًا، وتحدثت معه، وزرت منزله، وانخرطت في ترجمة أعماله، مثل كتاب "نُطق"، الذي ساهمت في إعداده ونشره لأول مرة في العالم العربي. كانت علاقات مصطفى طلاس الواسعة، والتي تربط بين شخصيات مهمة في عالم السياسة والمال، من خلفيات علاقاته مع تركيا، ووجوه عالم الأعمال، تمهِّد الطريق أمام منفا طلاس ليلعب دورًا محوريًا في مستقبل سوريا.
لعب مناف دور الوسيط في تفاعل القوى المتصارعة خلال الأزمة السورية، مستفيدًا من علاقاته المرتبطة بتركيا والسعودية، ومحاولًا دفع حوار مع نظام الأسد، رغم فشله في إقناعه بحل سياسي ينهي الصراع. تلك الجهود، رغم محدوديتها، أظهرت إلى أي مدى يسعى مناف لتشكيل منصة تؤسس لمبادرة سياسية في سوريا، تبدو اليوم كجزء من الحاضنات الدولية والإقليمية.
إزاء الأوضاع الحالية، يتبنى مناف رؤى تركز على إعادة وحدة البلاد وتشكيل مستقبل سياسي يعتمد على الحكم المحلي، وتكريس مفهوم الإدارة الذاتية بشكل موسع، مع دعم لفكرة إقامة نظام اتحادي يضمن تنمية المناطق المختلفة ويعالج التحديات الطائفية والمناطقية العميقة. يقترح أن تكون هناك نماذج حكم تُستلهم من تجارب ألمانيا والإمارات، بحيث تتعامل مع المناطق بشكل مستقل ثم تتحد في إطار دولة مركزية قوية، مع جيش محترف من أبناء البلاد.
وفي ظل تحركات سياسية غير رسمية، زار مناف تركيا ولقاءاته مع مسؤولين سياسيين، منهم في أنقرة، تثير التساؤلات حول مدى توجه تركيا لاستثمار موقعه، خاصة بين شرائح المجتمع السوري التي تميزها بالقبول والتأثير. يرى كثيرون أن مناف طلاس، بفضل علاقاته الواسعة وتموقعه كرمز للعلمانية والاعتدال، قد يمثل جسراً لتوحيد السوريين تحت إدارة مشتركة، بعيدًا عن الأحزاب الطائفية والصراعات القديمة.
يظل مناف طلاس شخصية قد تكون حلاً أو عقبة أمام إعادة إعمار سوريا، وفق مدى قدرته على الجمع بين التوافق الداخلي والدعم الدولي، خاصة مع استمرار البيئة الإقليمية والدولية في التعامل معه كحليف محتمل لإعادة استقرار البلاد. ما زال العالم يترقب إذا ما كان هذا الرجل سيكون قادرًا على تمرير مشروع وحدة سوريا وتجاوز أزمات الحرب والأطماع الطائفية.
المصدر: aydinlik
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!