الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٦ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
  • الأردن وعلاقاته مع الدول العربية.. دعم فلسطين ومواجهة التهديدات الإقليمية

الأردن وعلاقاته مع الدول العربية.. دعم فلسطين ومواجهة التهديدات الإقليمية
إبراهيم الحسبان

الأردن كواحد من الدول الرئيسية في الشرق الأوسط يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وبفضل موقعه الاستراتيجي أقام الأردن علاقات وثيقة مع الدول العربية مع التركيز على التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي.. كما كان الأردن شريكًا موثوقًا لجيرانه في مكافحة الإرهاب والتطرف؛ مع جعل دعم القضية الفلسطينية في صميم سياسته الخارجية.. هذا الالتزام لا ينبع فقط من الروابط التاريخية والثقافية بين الأردن وفلسطين بل أيضًا من مسؤولية الأردن في حماية الأماكن المقدسة في القدس بما في ذلك المسجد الأقصى.

دعم الأردن لفلسطين.. نهج متعدد الأوجه
يلعب الأردن دورًا لا مثيل له في دعم الشعب الفلسطيني حيث يؤيد حل الدولتين كأساس للسلام الدائم في المنطقة، ولا يقتصر دوره على المستوى الدبلوماسي فحسب بل يمتد إلى المجالات العملية والإنسانية، ويقدم الأردن باستمرار مساعدات إنسانية تشمل المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية للفلسطينيين خاصة في قطاع غزة، وعلى سبيل المثال في يوليو 2025 نفذ الأردن بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة عملية جوية لإيصال مساعدات أساسية إلى غزة.
علاوة على ذلك يستضيف الأردن عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين مما جعله ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، حيث يهتم ليس فقط بالقضايا الإنسانية فحسب بل أيضًا بالحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للفلسطينيين.
تحديات النظام الإيراني
على الرغم من جهود الأردن للحفاظ على الاستقرار؛ يواجه تهديدات خطيرة من النظام الإيراني حيث تسعى طهران من خلال وكلائها مثل حزب الله اللبناني والميليشيات في سوريا إلى زعزعة أمن الأردن عبر تهريب الأسلحة والمخدرات، وتُعد هذه التحركات جزءا من استراتيجية إيران الأوسع لتوسيع نفوذها في المنطقة وزعزعة استقرار الدول العربية، وخلال حرب غزة شن النظام الإيراني حملة إعلامية ضد الأردن بسبب اعتراضه لطائرات إيرانية مسيرة قال النظام أنها كانت متجهة نحو إسرائيل لكنها كانت تخرق الأجواء الأردنية، وفي مارس 2024 نجح الأردن في إحباط مؤامرة إيرانية لتهريب أسلحة إلى أراضيه مما يظهر يقظته تجاه التهديدات الخارجية.
دور المقاومة الإيرانية في تحقيق الاستقرار الإقليمي
لمواجهة النفوذ المدمر للنظام الإيراني يعتبر دعم المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، أمرًا حيويًا، وتقدم هذه المقاومة برنامجًا من عشر نقاط لإيران ديمقراطية علمانية وغير نووية، يمثل البرنامج حلاً للاستقرار الإقليمي على المدى الطويل، ويعتمد هذا البرنامج على مبادئ الديمقراطية والمساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنسان، وقد حظي بدعم مشرعين وشخصيات بارزة من دول مختلفة، ويمكن للدول العربية وخاصة الأردن أن تساهم في إضعاف النظام الإيراني من خلال تعزيز علاقاتها مع هذه المقاومة مما يعزز الأمن الإقليمي.
الأردن: نموذج للاعتدال والاستقرار
يُعرف الأردن بفضل دعمه القوي للقضية الفلسطينية، وتعاونه الوثيق مع الدول العربية، ومواجهته لتهديدات النظام الإيراني كنموذج للاعتدال والاستقرار في الشرق الأوسط.. فقد نجح في لعب دور رئيسي في تخفيف التوترات الإقليمية من خلال الحفاظ على التوازن في سياساته الخارجية، ومع ذلك وللحفاظ على هذا الموقع وتعزيز الاستقرار الإقليمي يتطلب الأمر تعاونًا أوثق مع المقاومة الإيرانية وتكثيف التحالف العربي، ولن تفيد هذه الخطوات الأردن فحسب بل ستكون في مصلحة المنطقة بأكملها، ويمكن أن تساهم في بناء مستقبل سلمي ومستدام.

د. إبراهيم الحسبان- نائب برلماني أردني سابق

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!