الوضع المظلم
السبت ٢٣ / أغسطس / ٢٠٢٥
Logo
حكمت الهجري تمادى.. أحكام ميزان القوى
أسامة أحمد نزار صالح 

في اوائل 1955 سعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لإيجاد تسوية مصرية اسرائيلية عرف هذا المسعى الأنجلو امريكي بالاسم الرمزي (ألفا). 

رأى القائمون على المشروع ضرورة مساندة خطط مصر التنموية بتقديم منح اقتصادية سخية بالإضافة الى ضمان الأمن وتمويل بناء السد العالي اما بالنسبة لإسرائيل فيكون العرض وضع حد لمنع مرور السفن التي ترفع علم الدولة العبرية بقناة السويس وانهاء حالة الحرب في المنطقة كان هدف المشروع ضمان المصالح الغربية وايقاف المد السوفيتي في الشرق الاوسط. 

قرأ عبد الناصر (بدون فهم) ميزان القوى او ربما لم يلتفت له ليصبح هو العقبة الاساسية في تحقيق هذه الموضوعات. 
لقادة الشرق الاوسط فصول مريرة مع قراءة ميزان القوى الاسد الاب لم يكن بالقارئ الذكي للمعطيات لكن اصابته المزمنة بمتلازمة رجل الاطفاء المولع بإشعال الحرائق ربما جعلت أطراف ميزان القوى تتفق على نظامه بل وتسمح له بتوريث مفاتيح قصر المهاجرين لابنه بشار.


تقول التجارب ان حكم الأقليات المستند الى عصبية قد يستمر لأكثر من مئتا عام الا اذا جلس على الكرسي شخص مثل بشار الاسد لم يفهم ان حقائق ميزان القوى هي حكم قضائي مبرم غير قابل للاستئناف ولا تلغيه مداعبات العاهرات حتى لو تنقلت بين الاحضان.

كما تقول التجارب ان التعايش بين المكونات مهمة شائكة خصوصاً للشركاء الذين يتحسسون دوماً نسبتهم السكانية هذه الحقائق تجعل بعض المكونات تميل احياناً الى القفز من خريطة البلد التي رسمت حدودها اطراف ميزان القوى. 

عندما اندلعت أزمة السويداء رجلان تنبها الى ميزان القوى  ومعطياته الواضحة (لا قدرة على تحقيق وحدة التراب السوري وحصر السلاح بيد الدولة الجديدة بالقوة وبعد عقود من القمع تحت حكم الاسدين والخوف من التعبير والمجاهرة التوتر والغضب والتربص يتضاعف عند كل المكونات واسرائيل تطلب سورية ضعيفة في مركزها وغير مستقرة). 

لم يكن أمام الرئيس الشرع غير الالتفات الى ما يمليه ميزان القوى تحتاج الدولة الى التقاط الأنفاس والأولوية ليست للمواجهة والدخول في المعارك وانما لبناء المؤسسات لتحفظ الوحدة والتعايش وتفتح باب الاستقرار والحل في توظيف كل الأوراق لانعاش دور دمشق الاقليمي دون ان تشكل تهديداً لجيرانها والبقاء في عربة القطار الامريكي بدعم سعودي تركي قطري. 
تمادى حكمت الهجري في توظيف الخلل في ميزان القوى وقرر القفز ببعض المكون الدرزي من الخارطة السورية فهل يجرب الشيخ الهجري لعبة الاحضان أو يعيد افتتاح مطعم انطوان لحد في تل ابيب.
  
الدكتور أسامة أحمد نزار صالح – سوريا – اللاذقية 


 
 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!