-
نيجيرفان بارزاني ورؤيته لماهية المشاركة الانتخابية

اليوم، ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية، يتجدد السؤال حول طبيعة المشاركة الكوردية وأهدافها، وكيف يمكن لهذه المشاركة أن تترجم مبادئ الشراكة الحقيقية والتوازن السياسي في إدارة الدولة العراقية.
وذلك لان المشاركة الكوردية في الانتخابات البرلمانية المقبلة هي فرصة لتجديد العهد مع العراق الاتحادي الديمقراطي، ولتأكيد أن الكورد جزء أصيل من النسيج الوطني العراقي وأنهم ملتزمون ببناء دولة المؤسسات والقانون، دولة تحترم التنوع وتضمن حقوق جميع مكوناتها.
ومن هنا تأتي أهمية رؤية نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان والتي تركز على إن نجاح العملية الديمقراطية في العراق يتوقف على مدى قدرة جميع الأطراف على تجاوز منطق المحاصصة الضيقة والانتقال إلى منطق الشراكة الحقيقية، وهذا يتطلب إرادة سياسية صادقة ورؤية وطنية جامعة وإيماناً راسخاً بأن قوة العراق في تنوعه وأن استقراره يبدأ من احترام حقوق جميع أبنائه.
كما ويؤكد رئيس اقليم كوردستان على ان هذه المشاركة تمثل في المقام الأول تأكيداً على الهوية العراقية الجامعة، إذ تبعث برسالة واضحة بأن الكورد جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني العراقي وأنهم معنيون بمستقبل العراق ككل وليس فقط بشؤون إقليمهم، مما يعزز مفهوم المواطنة العراقية المشتركة ويكرس الانتماء الوطني الجامع.
ويرى سيادته بأن المشاركة القوية في الانتخابات تعني حماية المكتسبات الدستورية، فالدستور العراقي لعام 2005 يمثل عقداً اجتماعياً بين جميع المكونات العراقية ويضمن حقوق الكورد ويعترف بالفيدرالية كنظام حكم، والمشاركة القوية تعني الحفاظ على هذه المكتسبات والعمل على تطويرها وضمان عدم المساس بالحقوق الدستورية لأبناء كوردستان.
فمن هذا المنطلق، إن عزم الكورد على المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية ليس مجرد ممارسة ديمقراطية روتينية، بل هو تعبير عن إيمان راسخ بالعراق الاتحادي الديمقراطي والتزام بالمشاركة الفعالة في بناء مستقبله.
ولقد اثبتت التجارب السابقة بأن الكتلة الكوردية في البرلمان العراقي كانت دائماً عامل توازن واعتدال في المشهد السياسي، والمشاركة الكوردية الفعالة تسهم في تحقيق الاستقرار السياسي وتمنع الاستقطاب الحاد، وتدفع نحو الحلول الوسط والتوافقات الوطنية.
لقد دفع العراقيون، كورداً وعرباً وتركماناً ومسيحيين إيزيديين وصابئة، ثمناً باهظاً من أجل الديمقراطية والحرية، وآن الأوان لأن تترجم هذه التضحيات إلى واقع ملموس من العدالة والشراكة والازدهار المشترك. لذا يجب أن تكون بغداد القلب النابض لعراق موحد ومتنوع، عراق يفخر بتعدديته ويحترم خصوصيات مكوناته، عراق ينتمي إليه الجميع ويشعر فيه كل مواطن بأنه في وطنه وبين أهله.
ليفانت: نوري بيخالي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!