-
معاناة السوريين المستمرة: التهجير القسري والانتظار الطويل في ظل غياب خطة لإعادة الإعمار
مرّت أشهر على سقوط النظام السابق في سوريا، إلا أن آلاف السوريين لا زالوا يعيشون في حالة من التهجير القسري والانتظار الطويل، حيث لا زالت حياتهم معلقة بين المخيمات ومراكز الإيواء، بعد أن فقدوا بيوتهم ومدنهم نتيجة الحرب المستمرة لسنوات عديدة.
يعيش هؤلاء النازحون في ظروف معيشية قاسية، يتسم معظمها بندرة الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى الاكتظاظ الكبير، والنقص الحاد في المواد الغذائية والطبية. وفي ظل غياب أي خطة واضحة لإعادة الإعمار أو استعادة الاستقرار، يجدون أنفسهم أمام معضلة حقيقية، فالعودة إلى مدنهم المدمرة تبدو بعيدة المنال بفعل الدمار الشامل في المنازل والبنى التحتية، بينما يبقى خيار البقاء في المخيمات هو الخيار الوحيد رغم تزايد الصعوبات ونفاد الصبر بعد سنوات من الانتظار والحرمان.
وفي محافظة الرقة، يعكس واقع النازحين والأوضاع الإنسانية هذا المعاناة بشكل واضح. إذ تضم المخيمات الرسمية نحو 50 مخيمًا يقطنها نازحون من دير الزور، إدلب، ريف حماة، ريف حمص، وريف حلب. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف المدارس ومراكز الإيواء مهجرين من مناطق مثل الشيخ مقصود، عفرين، والشهباء، حيث ينتشرون على 35 مركزًا، ويضمّ هؤلاء نحو 1500 عائلة. وفي مدينة الطبقة بريف الرقة، يقيم حوالي 2500 عائلة في 41 مركزًا، من بينها الملعب البلدي، وسط غياب أي دعم حقيقي لإعادة البناء وتأمين حياة كريمة للمشردين.
وهؤلاء النازحون والمهجرون يطالبون بحقهم المشروع في العودة إلى مدنهم وإعادة إعمارها، معتبرين أن استمرار الوضع في المخيمات يزيد من معاناتهم ويؤخر فرصة استعادة حياتهم الطبيعية واستقرارهم النفسي والمعيشي، ويؤكدون الحاجة الماسة إلى خطة واضحة وفعالة لإنهاء معاناتهم وإعادة الحياة إلى المناطق المدمرة.
المصدر: المرصد السوري
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!

