الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٤ / نوفمبر / ٢٠٢٥
Logo
  •  تصاعد التوتر في لبنان: تحذيرات من انزلاق البلاد نحو مواجهة شاملة مع اسرائيل

 تصاعد التوتر في لبنان: تحذيرات من انزلاق البلاد نحو مواجهة شاملة مع اسرائيل
"حزب الله" وإسرائيل" \ تعبيرية \ متداول

وسط تزايد العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان واستمرار الجمود السياسي في بيروت، تبرز مخاوف متزايدة من احتمال انزلاق البلاد إلى مواجهة مفتوحة لا أحد يمكن التنبؤ بنتائجها. وفي هذا السياق، جاءت مداخلة عضو مجلس النواب اللبناني السابق وهبي قاطيشا على قناة "سكاي نيوز عربية" لتسلط الضوء على أزمة سلاح حزب الله، محملا الحكومة اللبنانية مسؤولية التقاعس في تنفيذ القرار الدولي 1701، محذرا من العواقب الوخيمة لاستمرار "التراخي الرسمي" حيال هذا الملف.

انتقد قاطيشا فشل الحكومة اللبنانية في معالجة قضية نزع سلاح حزب الله، رغم مرور أكثر من سبعة أشهر على بدء المساعي الرسمية لتحقيق ذلك. وأوضح أن الدولة حاولت التعامل مع الحزب بروح التوافق، لكنها لم تتمكن من إجباره على التخلي عن سلاحه، مضيفا أن الحزب أعلن علنا عن إعادة تسليحه واستعادة توازنه العسكري، وهو ما اعتبره تصريحات مبطنة تدعو إسرائيل إلى إعادة استهداف لبنان.

وفي تحليله، يرى أن لبنان اليوم عالق بين حزب الله وإسرائيل، حيث لا يلتزم الحزب بقرارات الدولة أو بالقرار الدولي 1701، فيما تدعي إسرائيل أنها تنفذه بشكل انتقائي. ولفت إلى ضعف أداء الحكومة اللبنانية، وهي التي لا تمارس مسؤولياتها الدستورية في فرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية. 

وحذر من أن التراخي في التعامل مع حزب الله قد يؤدي إلى انفجارات أمنية واسعة، مطالبا الحكومة بتحمل مسؤوليتها الوطنية، ومحاسبة نواب ومسؤولي الحزب داخل مؤسسات الدولة، وإلزامهم بالالتزام بالقرار الدولي، إما عبر الاستجابة للقانون أو الخضوع لضغوط أخرى، سواء كانت سلمية أو غير سلمية.

وحدد قاطيشا أن استمرار التغاضي عن نفوذ الحزب يهدد بنشوب دمار ودمار، وربما يقود إلى اغتيالات وتصعيد عسكري كبير. وتوقع أن تكون الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأزمة ونتيجتها. 

كما أشار إلى ضغط سياسي متزايد يمارسه حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع لدفع الحكومة إلى تطبيق القرار 1701، حتى ولو استدعى الأمر اتخاذ إجراءات أكثر صرامة مع حزب الله. لكنه أكد أن الهدف ليس إشعال حرب أهلية، لأنها تتطلب وجود طرفين مسلحين، وهو غير متوفر في الحالة اللبنانية، حيث لا يمتلك إلا حزب الله السلاح خارج إطار الدولة.

وفيما يخص الحلول، أعرب قاطيشا عن رفضه للمواجهة العسكرية الشاملة، مقترحا تفكيك البنى الأمنية والعسكرية للحزب عبر عمليات محدودة، خاصة في المناطق التي يخزن فيها الأسلحة. واعتبر أن البيئة الداعمة للحزب لا تمثل الغالبية اللبنانية، بل أقلية تسببت في خراب البلاد. 

ورأى أن حماية لبنان تتطلب تعزيز دور الدولة وإعادة فرض سلطة الجيش على كامل الأراضي، معتبرا أن من يهدد الجنوب يهدد لبنان بأسره. وأوضح أن فكرة "عزل الجنوب" غير مقبولة، وأن سياسة الحزب الانعزالية كانت سبباً في تدمير القرى الجنوبية وليس حمايتها. 

وفي ختام حديثه، عبر قاطيشا عن قلقه من تراجع الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني، معتبرا أن واشنطن تركت المجال مفتوحا لإسرائيل لتتصرف وفق رؤيتها، وهي التي قد تطبق القرار 1701 بالقوة إذا لزم الأمر. وأكد أن المخرج الوحيد للأزمة هو في تحمل لبنان كامل مسؤولياته، واستعادة سيادته على أرضه وسلاحه، محذرا من أن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق لا تستطيع الدولة السيطرة عليه.

المصدر: سكاي نيوز

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!